أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
هشيم هيبة عصابات الأسد تذروه رياح الرد الأمريكي.
تتميز المنطقة الشرقية المتمثلة بالمحافظات الثلاثة الحسكة والرقة وديرالزور بوفرة ثرواتها المائية والزراعية والنفطية التي هي أهم هذه الثروات، ويُعد هذا القطاع ركيزةً أساسية وقوية من ركائز الاقتصاد السوري، إذ تتوزع غالب احتياطات النفط في سوريا في تلك المحافظات الثلاثة والمسماة “المنطقة الشرقية” حيث قدرت تلك الاحتياطات بحوالي 2.5 مليار برميل مما جعلها محطة للصراع من قبل عدة قوى دولية أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والذي ترجمته عدة أشكال أوضحها صراع الوكلاء كالخلافات التي حصلت بين ميليشيات الأسد وقسد والتي تتطور في غالب الأحيان لاشتباكات بالأسحلة الرشاشة يسقط على إثرها قتلى ويُسيطر من خلالها على نقاطٍ ومراكز حيوية أو الصدام المباشر بين قوى الاحتلال نفسها كمطاردة الدوريات الروسية و الأمريكية لبعضها البعض مع تضييقٍ وقطعٍ للطرقات ليصل أحياناً لتعارك الجنود بالأيدي والتدافع في مشهدٍ تكرر عدة مرات في المنطقة، ناهيك عن التسابق لمد النفوذ بإنشاء القواعد العسكرية ضمن المدن والقرى للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من أرض المحافظات الثلاثة.
قصف التحالف الدولي لحاجز “تل الذهب” أسبابه ونتائجه وأحداث مشابهة:
في حادثة تعد الأولى من نوعها في ريف الحسكة شهدت قرية “تل الذهب” التابعة لمدينة “تل براك” شمال الحسكة في السابع عشر من الشهر الجاري قصفاً من قبل طائرات التحالف الدولي مستهدفاً حاجزٍ تابعٍ لعصابات الأسد عند مدخل القرية، وذلك على إثر منع عناصر الحاجز الدورية الأمريكية من المرور، ولم يمر إلا وقت قصير حتى تعرض الحاجز لقصفٍ خلف قتيلاً وعدة جرحى لعصابات الأسد.
هذا المشهد يعيد ذلك للأذهان ما شهدته قرية خشام بريف دير الزور الشرقي في شباط من عام 2018 من قصفٍ مماثلٍ إلا أنه كان قاسياً على قوات الاحتلال الروسي وميليشياتها حيث خسرت ما يقارب 200 عنصر من ميليشيا “واغنر” وعصابات الأسد بعد محاولتها التقدم على حقل “كونيكو” النفطي، برفقة بعض العصابات الشيعية التابعة لإيران والتي فقدت كذلك العشرات من عناصر مجموعاتها المتقدمة تجاه الحقل في محاولة فاشلة للسيطرة عليه.
بيان قوات التحالف وتصريح وكالة سانا وتكذيب أحدهما الآخر:
على إثر الضربة الأمريكية من قبل مروحياتها لحاجز الميليشيات سارعت قوات التحالف للتصريح عبر بيان لها نشرته بعدة لغات في يوم الإثنين الفائت، بأن قواتها وبرفقة عناصر من قسد قد تعرضت لإطلاق نار بالأسلحة الخفيفة من أفراد يقفون بالقرب من حاجز قرية تل الذهب التابع لعصابات الأسد أثناء تسييرهم لدورية أمنية روتينية، ضمن إطار جهودهم في مكافحة تنظيم الدولة في المنطقة، ليرد جنود الدورية على مصادر إطلاق النيران دفاعأ عن النفس دون أي تدخل لطائرات التحالف الحربية.
وعلى الطرف المقابل أفادت وكالة “سانا” التابعة لعصابة الأسد عن مقتل عنصر وجرح آخرين من الميليشيات نتيحة تعرض حاجز يتبع لها جنوب مدينة القامشلي لقصف من طائرات التحالف الدولي، مكذبة بذلك تصريحات التحالف حول الحادثة، فيما يرى محللون أن تعمد التحالف الدولي لعدم ذكر القصف الجوي للحاجز يعود لسياسة التهدئة أو النأي بالنفس عن الصراعات في المرحلة الحالية، في ظل الواقع الصعب الذي تعيشه قسد في ريف ديرالزور الشرقي من مظاهرات واجتماع عدة أطراف عشائرية وعربية ضدها، مطالبين بحقهم في إدارة مدنهم وقراهم عبر كوادر عربية من أهالي المنطقة وانسحاب قسد من المناطق العربية ورافضين كافة أشكال التعديات والتجاوزات الصادرة من قبل قسد تجاههم بحجة “مكافحة الإرهاب”.
وفي خضم تلك الأحداث صرح التحالف الدولي عبر المتحدث الرسمي له العقيد “مايلز كاكينز” الأربعاء الفائت أن ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت بالقرب من قاعدة عسكرية تابعة له في حقل “كونيكو” النفطي، دون أن تخلف أي أضرار مادية أو إصابات بشرية لدى القوات الأمريكية المتمركزة في القاعدة، وتشير أصابع الاتهام إلى مليشيات الأسد بأنها هي من تقف خلف تلك الهجمة خاصة بعد أن حاولت استغلال الحراك الشعبي المتمثل بالمكون العربي والعشائري لصالحها، تحت شعار ما تسميه “المقاومة الشعبية للاحتلال الأمريكي” حيث تحاول من خلال تلك المقاومة المزعومة السيطرة على النفط والثروات لنهبها من جديد وقمع الشعب السوري وقتله بها!!
This Post Has 0 Comments